الاستعمار وبدعة إلغاء الرق
وكذلك في مناطق أخرى من العالم نهبوا وأخذوا الثروات، وضيعوا الشعوب، وزرعوا الأحقاد والعداوات بين الإقليم والإقليم، وبين العرق والعرق، وبين الجنس والجنس، إلى أن جاءونا في أثناء الاستعمار -وهو في أشد ما يكون- بالبدعة الجديدة التي سموها: إلغاء الرق؛ قالوا: لأن الإنسانية تقدمت، والرق هو من آثار الأديان القديمة، والحروب القديمة، وبدءوا يلبسون الإسلام ثوب التأخر، وإهدار حقوق الإنسان، وأنه لا يعترف بحقوق الإنسان؛ قالوا: لأنه يبيح الرق، ويصرف القوامة للرجل على المرأة، وهم إلى هذه المرحلة كانت المرأة لا شيء عندهم، فهم يزعمون أن الإسلام بالنسبة لموضوع الرقيق، وموضوع المرأة هو كما كانوا هم في القرون الوسطى في أوروبا .وأخذوا يشيعون هذا بين المثقفين -كما يسمون- من أبناء العالم الإسلامي؛ الذين تتلمذوا عليهم، وعلى أفكارهم، ودرسوا في جامعاتهم وكلياتهم، أو ابتعثوا إلى بلادهم، فأخذوا يصدقون أن الإسلام لا يعطي اعتباراً، ولا يلقي بالاً لحقوق الإنسان؛ وأن السلاطين المسلمين يتحكمون فيهم، فهم أيضاً مثل الأباطرة في القرون الوسطى.فهذا هو ما يعرفونه عن الإسلام، وهو ما يعلمونه لأبناء المسلمين.